تعتبر أوضاع الاسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الاسرائيلي الأسوأ في العالم، حيث يعانون من تفشي الامراض في صفوفهم دون تقديم اي علاج يذكر للكثير منهم، وذلك في الوقت الذي يتعرضون فيه للتنكيل والاحتجاز الانفرادي.

واكد هشام عبد الرازق الوزير المكلف بشؤون الأسري والمعتقلين الفلسطينيين ان الوضع في السجون الإسرائيلية صعب للغاية وان كل الجهود الرامية للأفراج عن المعتقلين مجمده بسبب العدوان الإسرائيلي المتواصل. واكد نادي الاسير الفلسطيني ان الاسري في سجون الاحتلال وخاصة سجني النقب و قدوميم يعانون من ظروف اعتقالية سيئة الى جانب تدهور اوضاعهم المعيشية والصحية. وقالت محامية النادي فاتن العصيبي التي زارت عدداً من المعتقلين في سجن النقب إن أسري هذا السجن يعانون ظروفاً قاسية متمثلة في منع زيارة ألاهالي لأبنائهم إلى إشعار آخر، ومنع دخول الأطفال للزيارة في حالة استئنافها، وفتح أقسام جديدة لإحضار معتقلين جدد ونقص حاد في المواد الغذائية اضافة الي رداءتها و نقص في مواد التنظيف ومبيدات الحشرات التي تنتشر في السجن، وإلاهمال الطبي للمرضي حيث يوجد 130 حالة مرضية صعبة وانتشار ظاهرة الأورام في أصابع القدم عند عدد كبير من المعتقلين دون معرفة السبب المباشر لذلك، وكذلك بروز حبيبات في الفم وعلى الالسن مع حرارة عالية. ويرجح الأسري سبب ذلك إلي جو الصحراء وعدم وجود عناية طبية كافية. واشار الأسري الي حالة الطفل محمد جبري من جنين الذي أصيب بالتهابات في فمه ولسانه ووصفت حرارته بالمرتفعة كما انه لا يستطيع تناول الطعام. واكد الوزير عبد الرازق ان عدد الأسرى القاصرين دون سن الثامنة عشرة في سجون الاحتلال يبلغ 296 قاصرا. واضاف أن عدد الأسري الفلسطينيين الآن داخل السجون والمعتقلات الإسرائيلية والموثقين لدي وزارة شؤون الاسري يبلغ 6068 أسيراً وان عدد الأسري ما قبل اتفاق أوسلو ومازالوا داخل السجون الإسرائيلية يبلغ 419 أسيراً. وذكر عبد الرازق ان عدد الأسري ما قبل انتفاضة الأقصى ومازالوا داخل السجون الإسرائيلية يبلغ 794 أسيراً ، ومشيرا الى ان عدد الأسيرات داخل السجون الإسرائيلية يبلغ 72 أسيرة. وقال عبد الرازق انه وفق أخر دراسة أعدتها الوزارة فان هناك عددا من الأسري أمضوا أكثر من 25 عاما يبلغ 3 أسرى وهم الأسير سعيد العتبة من نابلس ويبلغ من العمر 52 عام، والأسير نائل صالح برغوثي من رام الله 46 عاما، والأسير فخري عصفور برغوثي من رام الله 50 عاما، كما هناك من أمضوا أكثر من 20 عاما وأقل من 25 عاما يبلغ 11 أسير وأقدمهم الأسير اللبناني سمير قنطار ويبلغ من العمر 42 عاما . وأكد ان عدد الأسرى الذين أمضوا أكثر من 15 عاما وأقل من 20 عاما يبلغ 100 أسير وعدد الأسري الذين أمضوا أكثر من 10 أعوام وأقل من 15 عاما يبلغ 278 أسيرا. وقال ان في المعتقلات الإسرائيلية 356 أسيرا محكوما بالسجن مدى الحياة وهناك 257 أسيرا محكوم عليهم بالسجن 15 عاما وأقل من 50 عاما وهناك 117 أسيرا محكوم عليهم بالسجن من 10 اعوام إلى أقل من 15 عاما. ومن جهة أخرى اشتكى أسرى معسكر قدوميم من تعرضهم للتنكيل والاحتجاز الانفرادي في الزنازين وتدهور وضعهم المعيشي والصحي. وأشار محامي النادي جمال ابتلي الذي زار الأسرى في هذا السجن الى الأوضاع الصعبة التي يعانون منها والتي من أهمها الحجز الانفرادي في الزنازين لمدة تزيد على الأسبوعين كحالة الأسيرين هشام شريم وكريم سويلم حيث لا يسمح لهما بالخروج إلى ساحة النزهة ويمنع عليهما الاختلاط ببقية المعتقلين، كما أن المحتجزين انفرادياً هم من الأسري المحكومين بالسجن الإداري ويتعرضون للاعتداءات. واشتكى الأسير محمد نمر من سكان سلفيت من تعرضه للاعتداء بالضرب على يد الجنود. وقال الأسير يحيى بشارات من سكان جنين أنه تعرض للضرب على يد الجنود رغم انه يعاني من آلام حادة في البطن. كما اشتكى الأسير نواف الديك من سكان سلفيت من مرض القلب وعدم تقديم العلاج له مع أنه حصل على قرار من المحكمة يوجب نقله إلى المستشفى للعلاج أو إلى سجن آخر أكثر ملائمة صحياً، ولكن إدارة السجن لم تنفذ القرار. ومن جهته اوضح الوزير عبد الرازق ان ظروف اعتقال الأسرى الفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية وبإقرار من المؤسسات والهيئات والدولية والإنسانية من أسوأ الظروف المعيشية التي يعيشها المعتقلون بكافة تصنيفاتهم سياسيون او جنائيون في كافة سجون العالم حيث أنه رغم التوقيع على إتفاقيات السلام بين الجانبين الفلسطيني و الإسرائيلي فإن هناك ما يقارب من ( 7254) أسيراً فلسطينيا وأسرى عرب مازالوا يقبعون في السجون الإسرائيلية . وقال ان إدارة المعتقلات تشن وبشكل متعمد حملة شرسة ضد الأسري والمعتقلين الفلسطينيين والعرب بشكل يومي وبأساليب متعددة ومختلفة بهدف التضييق عليهم وذلك بفرضهم العديد من القوانين المنافية للقيم والأعراف الإنسانية بهدف استفزازهم لإيجاد مبرر لاستخدام العنف ضدهم بالعصي والغاز المسيل للدموع وغاز الأعصاب حيث أنه غالبا ما تفضي هذه الهجمات عن إصابات بليغة بين الأسري إضافة إلى تحطيم المقتنيات الخاصة بالأسرى. واشار عبد الرازق الى ان غرف المعتقلات تكتظ بالاسرى وغالباً ما يحشر عدد كبير منهم في غرف ضيقة مما يضطرهم إلى النوم على أرضية الغرفة وبالقرب من حاوية النفايات أو على أبواب المرحاض مما يعيق الحركة داخل الغرفة التي تعتبر ليس مكانا للنوم فقط بل ومكانا للطعام والعبادة وممارسة الرياضة لمن يريد. وكشف عبد الرازق ان الطعام المخصص للأسري يفتقر لأي عناصر ذات فائدة صحية ومفتقداً للفيتامينات المطلوبة للنمو الإنساني والمطورة لخلاياه الجسدية حيث أنه يعتبر عاملاً مساعداً على إبقائهم أحياء دون جني أي فائدة مرجوة منه وذلك لاقتصاره على عناصر غذائية محددة يمكنها على المدي الطويل ان تؤدي إلى تهتك في المعدة وذلك لإن زيادة العنصر الغذائي عن حده المقرر دون وجود عناصر غذائية مساعدة أخري فإنه يترك أثرا سلبيا على صحة الإنسان. واوضح أن نوعية وكمية الغذاء لا تلبي الحاجة المطلوبة للإنسان الآدمي حيث أن معظم الغذاء يقتصر على البقوليات في حين أن كمية الفواكه قليلة جداً كذلك كمية اللحوم. وبالنسبة للرعاية الصحية قال ان الأسرى داخل السجون والمعتقلات الإسرائيلية يفتقدون إلى الرعاية الصحية المطلوبة وذلك لإفتقار معظم السجون الإسرائيلية إلى طبيب دائم في داخل السجن وإقتصار الإشراف الطبي على الأسري على ممرض واحد وهذا يتعارض مع أدنى الحقوق الإنسانية التي تسمح بوجود طبيب لعدد محدد من البشر. هذا إلى جانب أن عيادة السجن تفتقر إلى الأدوية الأساسية المطلوبة التي يغلب إستخدامها من الأناس العاديين وإقتصار الوصفات العلاجية على أنواع محددة من الأدوية الاسبرين أو أن يطلب الممرض من الأسير شرب الماء. واتهم عبد الرازق مديرية السجون الإسرائيلية بأتباع سياسة التضييق على حرية التعليم ، وظلت حريصة على التمسك بهذه السياسة من خلال غارات التفتيش المستمرة حيث يصادر الحراس الكراريس والدفاتر ومنع وصول الكتب إلا ما يسمح به جهاز الرقابة لديها.